للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول ابن حزم رحمه الله: "نحن -إن شاء الله تعالى- نذكر صفة وجوه النقل الذي عند المسلمين لكتابهم ودينهم، ثم لما نقلوه عن أئمتهم حتى يقف عليه المؤمن والكافر، والعالم والجاهل، عياناً إن شاء الله فيعرفون أين نقل سائر الأديان من نقلهم" (١).

[ثانياً: السنة النبوية]

والسنة هي كل ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير. وهي وحي كالقرآن قال -تعالى-: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (٤)} [النجم: ٣ - ٤] (٢) وهي كالقرآن في الحجية، قال النبي صلى الله عليه وسلم "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ... " (٣). وبناءً على هذا اعتمدوا عليها في مجال دراسة الأديان.

[ثالثاً: الإجماع]

الإجماع حجة بدلالة القرآن، والسنة، والعقل، فمن القرآن قوله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (١١٥)} [النساء: ١١٥] (٤).

ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم: " إن الله لا يجمع أمتى أو قال أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة، ويد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار" (٥).


(١) انظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل، لابن حزم، تحقيق محمد إبراهيم نصر، عبدالرحمن عميرة، ٢/ ٢١٩، دار الجيل، بيروت.
(٢) سورة النجم الآية ٣ - ٤.
(٣) أخرجه أبو داود، الحديث رقم ٤٥٩١، انظر: عون المعبود: ١٢/ ٢٣١.
(٤) سورة النساء الآية: ١١٥.
(٥) رواه الترمذي، الحديث رقم: ٢٢٥٥ وقال هذا حديث غريب من هذا الوجه. وانظر: تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي، لأبي العلام محمد بن عبدالرحمن المباكفوري، ٦/ ٣٢٢، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، ومشكاة المصابيح، لمحمد عبدالله الخطيب التبريزي، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني، رقم الحديث ٢٤ ص ١/ ٦١، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية، وصححه الألباني.

<<  <   >  >>