وَاعْلَم أَنَّك إِذا قلت سير بزيد سيرا فَالْوَجْه النصب لِأَنَّك لم تفد بِقَوْلِك سيرا شَيْئا لم يكن فِي سير أَكثر من التوكيد فَإِن وَصفته فَقلت سيرا شَدِيدا أَو هينا فَالْوَجْه الرّفْع لِأَنَّك لما نَعته قربته من الْأَسْمَاء وَحدثت بِهِ فَائِدَة لم تكن فِي سير
والظروف بِهَذِهِ الْمنزلَة لَو قلت سير بزيد مَكَانا أَو يَوْمًا لَكَانَ الْوَجْه النصب
فَإِن قلت يَوْم كَذَا أَو يَوْمًا طيبا أَو مَكَانا بَعيدا اختير الرّفْع لما ذكرت لَك
وَاعْلَم أَن التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير والإظهار والإضمار فِي هَذَا الْبَاب مثله فِي الْفَاعِل يجوز فِيهِ مَا جَازَ فِي ذَلِك
تَقول أعطي زيد درهما وَأعْطِي درهما زيد ودرهما أعطي زيد وَزيد أعطي درهما تجريه مجْرى ذَلِك الْبَاب
وَتقول سير بالمعطى دِرْهَمَيْنِ فرسخان أَقمت الضَّمِير الَّذِي فِي الْمُعْطِي مقَام الْفَاعِل ونصبت الدرهمين وجررت الْمُعْطِي بِالْبَاء فارتفع الفرسخان
وَتقول أعطي الْمسير بِهِ فرسخان دِرْهَمَيْنِ رفعت الفرسخين لِقَوْلِك بِهِ
وَتقول أعطي الْمسير فرسخين دِرْهَمَيْنِ قَامَ الضَّمِير فِي الْمسير مقَام الْفَاعِل فَنصبت الفرسخين
وَتقول دفع الْمسير بِهِ فرسخان دِرْهَمَانِ لِأَنَّك أدخلت على كل وَاحِد مِنْهُمَا حرف الْجَرّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute