وَإِنَّمَا كَانَ رفعا وحد الْمَفْعُول أَن يكون نصبا لِأَنَّك حذفت الْفَاعِل وَلَا بُد لكل فعل من فَاعل لِأَنَّهُ لَا يكون فعل وَلَا فَاعل فقد صَار الْفِعْل وَالْفَاعِل بِمَنْزِلَة شَيْء وَاحِد إِذْ كَانَ لَا يَسْتَغْنِي كل وَاحِد مِنْهُمَا عَن صَاحبه كالابتداء وَالْخَبَر
وَالْفِعْل قد يَقع مستغنيا عَن الْمَفْعُول الْبَتَّةَ حَتَّى لَا يكون فِيهِ مضمرا وَلَا مظْهرا وَذَلِكَ نَحْو قَوْلك تكلم زيد وَقعد عَمْرو وَجلسَ خَالِد وَمَا أشبهه من الْأَفْعَال غير المتعدية وَلَا يكون مثل هَذَا فِي الْفَاعِل فَلَمَّا لم يكن للْفِعْل من الْفَاعِل بُد وَكنت هَاهُنَا قد حذفته أَقمت الْمَفْعُول مقَامه ليَصِح الْفِعْل بِمَا قَامَ مقَام فَاعله
فَإِن جِئْت بمفعول آخر بعد هَذَا الْمَفْعُول الَّذِي قَامَ مقَام الْفَاعِل فَهُوَ مَنْصُوب كَمَا يجب فِي الْمَفْعُول وَذَلِكَ قَوْلك أعطي زيد درهما وكسي أَخُوك ثوبا وَظن عبد الله أَخَاك