(هَذَا بَاب مَا كَانَ على حرفين مِمَّا ذهب مِنْهُ مَوضِع الْفَاء)
وَذَلِكَ قَوْلك: عدَّة، وزنة لِأَن الاصل كَانَ وعدة؛ لِأَنَّهُ ووزنه من وعدت، ووزنت، وَكَذَلِكَ رثَّة من قَوْلك: ورثته رثَّة، وَجدّة وكل مصدر على (فعله) مِمَّا فاؤه وَاو فَهَذِهِ سَبيله، وَقد مضى القَوْل فى حذف هَذِه الْوَاو فى مَوْضِعه فَإِن نسبت إِلَى شئ مِنْهُ لم تغيره؛ لبعده من يَاء النّسَب تَقول: عدى، وزنى فَإِن نسبت إِلَى شية فَلَا بُد من الرَّد؛ لِأَنَّهُ على حرفين أَحدهمَا حرف لين، وَلَا تكون الْأَسْمَاء على ذَلِك فَإِنَّمَا صلح قبل النّسَب من أجل هَاء التَّأْنِيث فَإِذا نسبت إِلَيْهِ حذفت الْهَاء وَكَانَ سِيبَوَيْهٍ يَقُول فى النّسَب إِلَيْهِ: وشوى على أَصله؛ لِأَنَّهُ إِذا رد لم يُغير الْحَرْف عَن حركته هَذَا مذْهبه، وَمذهب الْخَلِيل على مَا تقدم من قَوْلنَا حَيْثُ ذكرنَا (يدا) وَقَوله فِيهَا: / يدوى فِيمَن رد، وغدوى فى غَد فِيمَن رد وَكَانَ أَبُو الْحسن الْأَخْفَش يَقُول فى النّسَب إِلَيْهَا: وشيى؛ لنه يَقُول: إِذا رددت مَا ذهب