(هَذَا بَاب مَا يُسمى بِهِ من الْجَمَاعَة)
اعْلَم أَنَّك إِذا سميت رجلا بمساجد ثمَّ أردْت تحقيره قلت مسيجد فحذفت الْألف الزَّائِدَة لِأَنَّك لَا تصغر شَيْئا على خَمْسَة أحرف فَإِن عوضت قلت مسيجيد فَإِن سميت بمفاتيح قلت مفيتيح فتحذف الزَّائِدَة الثَّالِثَة وتقر الْيَاء لِأَنَّهَا رَابِعَة فِي الِاسْم فَإِن سميت قبائل أَو رسائل قلت قبيئل ورسيئل فِي قَول جَمِيع النَّحْوِيين إِلَّا يُونُس ابْن حبيب فَإِنَّهُ كَانَ يَقُول قبيل ورسيل وَذَلِكَ رَدِيء فِي الْقيَاس أما النحويون فأقروا الْهمزَة وحذفوا الْألف لِأَن الْهمزَة متحركة وَالْألف سَاكِنة والمتحرك حرف حَيّ وَهُوَ فِي مَوَاضِع الملحقة بالأصول أَلا ترى أَن الْهمزَة من قبائل فِي مَوضِع الْفَاء من عذافير وَالْألف لَا تقع من هَذَا الْبناء فِي موضعهَا إِلَّا زَائِدَة فَكَانَت أَحَق بالحذف وَأما يُونُس فَكَانَ يَقُول لما كَانَتَا زائدتين كَانَت الَّتِي هِيَ اقْربْ إِلَى الطّرف أولى بالحذف وَلَيْسَ هَذَا القَوْل بِشَيْء لما ذكرت لَك فَأَما تحقير هَذَا الضَّرْب وَهُوَ الْجمع فَلَا يجوز فِيهِ إِلَّا قبيلات ورسيلات لِأَنَّك إِنَّمَا حقرت الْوَاحِد نَحْو قَبيلَة ورسالة ثمَّ جمعته جمع أدنى الْعدَد وَقد مضى القَوْل فِي هَذَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute