(هَذَا بَاب تَصْغِير مَا كَانَ من الْجمع)
اعْلَم أَنَّك إِذا صغرت جمعا على بِنَاء من أبنية أدنى الْعدَد أَقرَرت اللَّفْظ على حَاله فَإِن صغرته وَهُوَ بِنَاء للكثير رَددته إِلَى أدنى الْعدَد إِن كَانَ ذَلِك فِيهِ فَإِن لم يكن فِيهِ ادنى الْعدَد رَددته إِلَى الْوَاحِد وصغرته إِن كَانَ مذكرا آدَمِيًّا وَجمعته بِالْوَاو وَالنُّون وَإِن كَانَ من غَيرهم أَو مؤنثا مِنْهُم فبالألف وَالتَّاء وَقد مضى تَفْسِير هَذَا وَإِنَّمَا أعدناه لما بعده اعْلَم أَنَّك إِذا سميت رجلا بِجَمَاعَة فَإنَّك تصغر ذَلِك الِاسْم كَمَا تصغر الْوَاحِد تَقول فِي رجل اسْمه أكلب أكيليب وَكَذَلِكَ أحمرة تَقول فِيهَا أحيمرة وَفِي غلمة أغيلمة لَا يكون إِلَّا كَذَلِك فَإِن سميته بغلمان أَو غربان أَو قضبان أَو رغفان كَانَ تصغيره كتصغير غلْمَان وَنَحْوه تَقول غليمان وغريبان وقُضيبان وَلَا تَقول غريبين كَمَا تَقول فِي سرحان سريحين لِأَنَّك إِنَّمَا قلت سريحين لِقَوْلِك سراحين لِأَن سرحانا وَاحِد فِي الأَصْل فَإِن قلت فَأَنا أَقُول مصير ومُصران للْجمع ثمَّ أَقُول فِي جمع الْجمع مصارين فَكيف أَصْغَر مصرانا فَإِن مصرانا تصغيره لَا يكون إِلَّا مُصيرانا لِأَنَّهُ إِنَّمَا ألحقته الْألف وَالنُّون للْجمع فَلَا تغير عَلامَة الْجمع أَلا ترى أَنه مَا كَانَ على أَفعَال نَحْو أَبْيَات وأجمال وأقتاب لم تقل فِيهِ إِلَّا أجيمال وأقيتاب وأبيات فَإِن كَانَ جمعا لجمع قلت أَبْيَات وأبابيت كَمَا تَقول أظفار وأظافير وَلَكِن الْعلَّة فِيمَا ذكرت لَك
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute