للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(هَذَا بَاب مَا لحقته ألف وَنون زائدتان)

أما مَا كَانَ من ذَلِك على (فعلان) الذى لَهُ (فعلى) فقد تقدم قَوْلنَا فِيهِ أَنه غير مَصْرُوف فى معرفَة وَلَا نكرَة وَإِنَّمَا امْتنع من ذَلِك؛ لِأَن النُّون اللاحقة بعد الْألف بِمَنْزِلَة الْألف اللاحقة بعد الْألف للتأنيث فى قَوْلك: حَمْرَاء وصفراء وَالدَّلِيل على ذَلِك أَن الْوَزْن وَاحِد فى السّكُون، وَالْحَرَكَة، وَعدد الْحُرُوف، وَالزِّيَادَة وَأَن النُّون، وَالْألف تبدل كل وَاحِدَة مِنْهُمَا من صاحبتها فَأَما فَأَما بدل النُّون من الْألف فقولك فِي صنعاء وبهراء صنعاني وبهراني وَأما بدل الْألف مِنْهَا فقولك - إِذا أردْت / ضربت زيدا فوقفت - قلت: ضربت زيدا، وفى قَوْلك: اضربن زيدا و {لنسفعا بالناصية} إِذا وقفت قلت: اضربا زيدا، ولنسفعنا وَزعم الْخَلِيل أَن الدَّلِيل على ذَلِك: أَن كل مؤنث تلْحقهُ عَلامَة التَّأْنِيث بعد التَّذْكِير فَإِنَّمَا تلْحقهُ على لَفظه إِلَّا مَا كَانَ مضارعا لتأنيث أَو بَدَلا فى أَن عَلامَة التَّأْنِيث لَا تلْحقهُ على لَفظه؛ لِأَنَّهُ لَا يدْخل تَأْنِيث على تَأْنِيث، وَكَذَلِكَ لَا يدْخل على مَا كَانَ بِمَنْزِلَتِهِ أَلا ترى أَنَّك لَا تَقول: حمراءة، وَلَا صفراءة فَكَذَلِك لَا تَقول: غضبانة، وَلَا سكرانة، وَإِنَّمَا تَقول: غَضبى، وسكرى فَإِن كَانَ (فعلان) لَيْسَ لَهُ (فعلى) ، أَو كَانَ على غير هَذَا الْوَزْن مِمَّا الْألف وَالنُّون فِيهِ زائدتان - انْصَرف فى النكرَة، وَلم ينْصَرف فى الْمعرفَة؛ نَحْو: عُثْمَان، وعريان، وسرحان وَإِنَّمَا امْتنع من الصّرْف من الْمعرفَة للزِّيَادَة الَّتِى فى آخِره؛ لِأَنَّهَا كالزيادة الَّتِى فى آخر سَكرَان وَانْصَرف فى النكرَة؛ لِأَنَّهُ لَيست مؤنثه (فعلى) ؛ لِأَنَّك تَقول: فى مؤنثه: عُرْيَان،

<<  <  ج: ص:  >  >>