(هَذَا بَاب كم)
اعْلَم أَن (كم) اسْم يَقع على الْعدَد، وَلها موضعان: تكون خَبرا، وَتَكون استفهاما فمجراها مجْرى عدد منون وَذَلِكَ قَوْلك: كم رجلا عنْدك؟ وَكم غُلَاما لَك؟ تُرِيدُ: أعشرون غُلَاما أم ثَلَاثُونَ، وَمَا أشبه ذَلِك؛ كَمَا أَنَّك إِذا قلت: أَيْن عبد الله؟ فَمَعْنَاه: أفى مَوضِع كَذَا أَو فى مَوضِع كَذَا؟ وَإِذا قلت: مَتى تخرج؟ فَإِنَّمَا مَعْنَاهُ: أوقت كَذَا أم وَقت كَذَا؟ إِلَّا أَنه يجوز لَك فى (كم) أَن تفصل بَينهَا وَبَين مَا علمت فِيهِ بالظرف فَتَقول: كم لَك غُلَاما؟ وَكم عنْدك جَارِيَة؟ وَإِنَّمَا جَازَ ذَلِك فِيهَا؛ لِأَنَّهُ جعل عوضا لما منعته من التَّمَكُّن وَأما (عشرُون) وَنَحْوهَا فَلَا يجوز أَن تَقول فِيهَا: عشرُون لَك جَارِيَة، وَلَا خَمْسَة عسر لَك فلاما إِلَّا أَن يضْطَر شَاعِر؛ كَمَا قَالَ حِين اضْطر:
(على أننى بعد مَا قد مضى ... ثَلَاثُونَ للهجر حولا كميلا)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute