للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَقَالَ الآخر:

(فى خمس عشرَة من جُمَادَى لَيْلَة ... لَا أَسْتَطِيع على الْفراش رقادى)

وَتقول: كم دِرْهَم لَك؟ لِأَن التَّمْيِيز على غَيره فَكَأَن التَّقْدِير: كم دانقا دِرْهَم لَك، وَكم قيراطا، وَمَا أشبه ذَلِك؟ كَمَا أَنَّك إِذا قلت: كم غلمانك؟ فَإِنَّمَا الْمَعْنى: كم غُلَاما غلمانك؟ وَلَا يكون فى قَوْلك: كم غلمانك؟ إِلَّا الرّفْع؛ لِأَنَّهُ معرفَة، وَلَا يكون التَّمْيِيز بالمعرفة فَإِذا قلت: كم غلمانك؟ فتقديره من الْعدَد الْوَاضِح: أعشرون غُلَاما غلمانك؟ فَإِن قلت: أعشرون غلمانك؟ فَذَلِك مَعْنَاهُ، لِأَن مَا أظهرت دَلِيل على مَا حذفت وَتقول: بكم ثَوْبك مصبوغ؟ ؛ لِأَن التَّقْدِير: بكم منا ثَوْبك مصبوغ؟ أَو بكم درهما؟ وَتقول: على كم جذعا بَيْتك مبْنى؟ إِذا جعلت (على كم) ظرفا لمبنى رفعت الْبَيْت بِالِابْتِدَاءِ، وَجعلت (المبنى) خَبرا عَنهُ، وَجعلت (على كم) ظرفا لمبنى فَهَذَا على قَول من قَالَ: فى الدَّار زيد قَائِم، وَمن قَالَ: فى الدَّار زيد قَائِما، فَجعل (فى الدَّار) خَبرا - قَالَ: على كم جذعا بَيْتك مَبْنِيا؟ / إِذا نصب مَبْنِيا جعل (على كم) ظرفا للبيت؛ لِأَنَّهُ لَو قَالَ لَك على الْمَذْهَب: على كم جذعا بَيْتك؟ لاكتفى؛ كَمَا أَنه لَو قَالَ: فى الدَّار لاكتفى وَلَو قَالَ: بكم رجل زيد مَأْخُوذ؟ لم يجز إِلَّا الرّفْع فى مَأْخُوذ؛ كَمَا تَقول: بِعَبْد الله زيد مَأْخُوذ؛ لِأَن الظّرْف هَاهُنَا إِنَّمَا هُوَ مُعَلّق بالْخبر والبصريون يجيرون على قبح: على كم جذع، وبكم رجل؟ يجْعَلُونَ مَا دخل على (كم) من حُرُوف الْخَفْض دَلِيلا على (من) ، ويحذفونها، ويريدون: على كم من جذع، وبكم من

<<  <  ج: ص:  >  >>