للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(هَذَا بَاب الْإِخْبَار عَن الظروف والمصادر)

فَأَما الظروف فهى: أَسمَاء الزَّمَان والأمكنة وَأما المصادر فهى: أَسمَاء الْأَفْعَال اعْلَم أَن كل ظرف مُتَمَكن فالإخبار عَنهُ جَائِز، وَذَلِكَ قَوْلك - إِذا قَالَ قَائِل: (زيد خَلفك) -: أخبر عَن (خلف) قلت: الذى زيد فِيهِ خَلفك، فترفعه؛ لِأَنَّهُ اسْم، / وَقد خرج من أَن يكون ظرفا وَإِنَّمَا يكون ظرفا إِذا تضمن شَيْئا؛ نَحْو: زيد خَلفك؛ لِأَن الْمَعْنى: زيد مُسْتَقر فى هَذَا الْموضع، و (الْخلف) مفعول فِيهِ فَإِن قلت: خَلفك وَاسع - لم يكن ظرفا، وَرفعت؛ لِأَنَّك عَنهُ تخبر وَكَذَلِكَ: سرت يَوْم الْجُمُعَة فَيوم الْجُمُعَة ظرف لسيرك فَإِن قلت: يَوْم الْجُمُعَة مبارك - أخْبرت عَن الْيَوْم؛ كَمَا تخبر عَن سَائِر الْأَسْمَاء؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ بظرف فَهُوَ كَقَوْلِك: زيد حسن، وعَلى هَذَا قَالَ الشَّاعِر:

(فغدت كلا الفرجين تحسب أَنه ... مولى المخافة خلفهَا وأمامها)

<<  <  ج: ص:  >  >>