للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَإِنَّمَا هَذَا مَوضِع جمل ثمَّ نذْكر بعده الْمسَائِل

اعْلَم أَنه إِذا اجْتمع فِي هَذَا الْبَاب معرفَة ونكرة فَالَّذِي يَجْعَل اسْم كَانَ الْمعرفَة لِأَن الْمَعْنى على ذَلِك لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَة الِابْتِدَاء وَالْخَبَر كَمَا وصفت لَك

أَلا ترى أَنَّك لَو قلت كَانَ رجل قَائِما وَكَانَ إِنْسَان ظريفا لم تفد بِهَذَا معنى لِأَن هَذَا مِمَّا يعلم النَّاس أَنه قد كَانَ وَأَنه مِمَّا يكون وَإِنَّمَا وضع الْخَبَر للفائدة

فَإِذا قلت كَانَ عبد الله فقد ألقيت إِلَى السَّامع اسْما يعرفهُ فَهُوَ يتَوَقَّع مَا تخبره عَنهُ

وَكَذَلِكَ لَو قربت النكرَة من الْمعرفَة بِمَا تحملهَا من الْأَوْصَاف لجَاز أَن تخبر عَنْهَا وَكَانَ فِيهِ حِينَئِذٍ فَائِدَة نَحْو قَوْلك كَانَ رجل من بني فلَان فَارِسًا وَكَانَ رجل من أهل الْبَصْرَة شجاعا وَذَلِكَ لِأَن هَذَا يجوز أَلا يكون أَو يكون فَلَا يعلم فَلذَلِك ذكرنَا أَن الِاسْم الْمَعْرُوف هُوَ الَّذِي لَهُ هَذَا الْموضع

تَقول كَانَ مُنْطَلقًا عبد الله وَكَانَ مُنْطَلقًا الْيَوْم عبد الله وَكَانَ أَخَاك صاحبنا وَزيد كَانَ قَائِما غُلَامه

وَكَذَلِكَ أَخَوَات كَانَ فَمن ذَلِك قَول الله عز وَجل (وَكَانَ حَقًا علينا نصر

<<  <  ج: ص:  >  >>