وَتقول مَا علمت أَن أحدا يَقُول ذَاك إِلَّا زيدا لِأَن الْمَعْنى مَا علمت إِلَّا أَن أحدا إِلَّا زيدا يَقُول ذَاك
ف زيد من أحد الَّذِي عملت فِيهِ إِن وَلَو جعلت إِلَّا تلِي أَن لم يصلح لِأَن الْحُرُوف لاى تقوى قُوَّة الْأَفْعَال
تَقول مَا جَاءَنِي إِلَّا زيد قَوْمك وَمَا جَاءَنِي إِلَّا زيدا أحد وَلَا يجوز مَا علمت أَن إِلَّا زيدا أحدا فِي الدَّار
فَهَذَا يبين لَك حَال الْمُوجب والمنفي فِي الِاسْتِثْنَاء
وَمَا الحجازية بِمَنْزِلَة إِن فِي الْعَمَل وَإِن اخْتلف عملاهما
واستواؤهما فِي أَنَّهُمَا حرفان ليسَا بِفعل
تَقول مَا الْقَوْم فِيهَا إِلَّا زيد لِأَن فِيهَا مُسْتَقر وَتَقْدِيره لَيْسَ الْقَوْم فِيهَا إِلَّا أَن لَيْسَ يجوز أَن تنصب بهَا مَا بعد إِلَّا لِأَنَّهَا فعل فَتقدم خَبَرهَا وتؤخره وَقد مضى هَذَا التَّفْسِير فِي بَاب مَا وَبَاب لَيْسَ
وَلَو قلت مَا إِلَّا زيدا فِيهَا أحد لم يجز لِأَن مَا لَيست بِفعل
وَتقول لَيْسَ إِلَّا زيدا فِيهَا أحد لِأَن لَيْسَ فعل
وَأما قَول الله عز وَجل {وَلم يكن لَهُم شُهَدَاء إِلَّا أنفسهم} فَإِن {أنفسهم} بدل من شُهَدَاء لِأَن لَهُم الْخَبَر
وَلَو نصبت أنفسهم وَرفعت شُهَدَاء لصلح وَلم يكن أَجود الْوُجُوه لِأَن شُهَدَاء نكرَة وَلَكِن لَو نصبت الشُّهَدَاء وَرفعت أنفسهم كَانَ جيدا وَقد بيّنت هَذَا فِي بَاب كَانَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute