وأَعلم أَنَّه لَيْسَ من كَلَامهم / أَن تلتقي همزتان فتحقَّقا جَمِيعًا إِذ كَانُوا يحقِّقون الْوَاحِدَة فَهَذَا قَول جَمِيع النحويِّين إِلَاّ عبدَ الله بن أَبي إِسحق الحضرميّ فإِنَّه كَانَ يرى الْجمع بَين الهمزتين وسأَذكر احتجاجه وَمَا يلْزم على قَوْله بعد ذكرنَا قولَ العامَّة النحويّون يرَوْنَ إِذا اجْتمعت همزتان فِي كَلِمَتَيْنِ كلُّ وَاحِدَة مِنْهُمَا فِي كلمة تخفَّف إِحداهما فإِن كَانَتَا فِي كلمة وَاحِدَة أَبدلوا الثَّانِيَة مِنْهُمَا وأَخرجوها من بَاب الْهمزَة أَمَّا مَا كَانَ فِي كلمة فنحو قَوْلهم آدَم جعلُوا الثَّانِيَة أَلفا خَالِصَة للفتحة قبلهَا وَقَالُوا فِي جمعه أَوادِم كَمَا قَالُوا فِي جمع خَالِد خوالد فَلم يرجِعوا بهَا إِلى الْهَمْز وَقَالُوا فِي (فاعِل) من جِئْت وَنَحْوه جاءٍ كَمَا ترى فقلبوا الْهمزَة يَاء لأَنَّها فِي مَوضِع اللَّام من الْفِعْل وموضعُ الْعين تلْزمهُ الْهمزَة لاعتلاله كَمَا قلت فِي فاعِل من يَقُول قَائِل فلمّا الْتَقت الهمزتان فِي كلمة قلبوا الثَّانِيَة مِنْهُمَا على مَا وَصفنَا فإِذا كَانَتَا فِي كَلِمَتَيْنِ فإِنَّ أَبا عَمْرو بن العلاءِ كَانَ تَخْفيف الأُولى مِنْهُمَا وعَلى ذَلِك قرأَ فِي قَوْله / عزَّ وجلَّ {فقد جَاءَ أشراطها} إِلَاّ أَن تبتدأَ بهَا ضَرُورَة كامتناع السَّاكِن وَكَانَ يحقِّق الأُولى إِذا قرأَ {أألد وَأَنا عَجُوز} ويجفِّف الثَّانِيَة وَلَا يلْزمه الْبَدَل لأَنَّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute