وأَمّا فِي هَذَا الْموضع فَلَا يجوز الإِدغام لأَنَّ الْوَاو عَلامَة الْجمع والياءَ عَلامَة التأْنيث فَلَو أَدغمت وَاحِدَة مِنْهُمَا على خلاف لذهب الْمَعْنى وَهَذَا يحكم لَك فِي بَاب الإِدغام إِن شاءَ الله ورَجع بِنَا القَوْل إِلى مَا يتبع بَاب (سُوير) قد تقدّمنا فِي القَوْل أَنَّ الْوَاو الزَّائِدَة والياءَ إِذا كَانَتَا مدّتين لم تدغما كَمَا أَنَّ الأَلف لم تُدْغَم فإِذا كَانَتَا مدّتين صارتا كالأَلف وإِنَّما اسْتَحَالَ الإِدغام فِي الأَلف لأَنَّها لَو كَانَت إِلى جَانبهَا أَلف لَا يجوز أَن تُدْغَم فِيهَا لأَنَّ الأَلف لَا تكون إِلَاّ سَاكِنة وَلَا يلتقي ساكنان وبَعْدُ فإِن لَفظهَا وَهِي أَصليَّة لَا تكون إِلَاّ مدّا والمدّ / لَا يكون مدغما وَلَو رمت ذَلِك فِي الأَلف لنقلتها عَن لَفظهَا فَتَقول قد قُوْوِل زيد وبُويِع لَا غير ذَلِك وَكَذَلِكَ رُؤيا إِذا خفَّفت الْهمزَة وأَخلصتها واوا لأَنَّ الْهمزَة الساكنة إِذا خفِّفت انقلبت على حَرَكَة مَا قبلهَا وَلم يجز فِي هَذَا القَوْل أَن تدغمها لأَنَّها مدّة ولأَنَّ أَصلها غير الْوَاو فَهِيَ منقلبة كواو سُوْيَر وأَمّا من قَالَ رُيَّا ورُيَّة فعلى غير هَذَا الْمَذْهَب ونذكره فِي بَابه إِن شاءَ الله فَهَذَا حكم الزَّوَائِد وَلَو قلت (افْعَوْعَلَ) من القَوْل لَقلت اْقوَوَّل وَمن البيع ابْيَيَّع وَكَانَ أَصلها ابْيَوْيَع فأَدغمت الْوَاو فِي الياءِ الَّتِي بعْدهَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute