فى موقع الثَّقِيلَة فَإِن قلت: فأجئ بهَا، وأحرك النُّون لالتقاء الساكنين، كَانَ ذَلِك غير جَائِز، لِأَن النُّون لَيست بواجبة، وَأَنت إِذا جِئْت بهَا زَائِدَة، وأحدثت لَهَا حَرَكَة، فَهَذَا مُمْتَنع وَإِن تركتهَا على سكونها جمعت بَين ساكنين / وَمَعَ هَذَا فَإِنَّهَا كَانَت فى الِاسْتِفْهَام وفى الْقسم وفى الْمَوَاضِع الَّتِى يكون فِيهَا الْفِعْل مَرْفُوعا تَلْتَبِس بنُون الِاثْنَيْنِ، وَلَا سَبِيل إِلَى اجْتِمَاعهمَا لما ذكرت لَك من أَن الْفِعْل يبْنى مَعهَا على الْفَتْح وَإِنَّمَا حذفت النُّون ف التَّثْنِيَة وَالْجمع وَفعل الْمَرْأَة - إِذا خوطبت - لِأَنَّهَا كالفتح فى الْوَاحِد، أَلا ترى أَنَّك تَقول للْمَرْأَة: هَل تضربن زيدا إِذا أردْت النُّون الْخَفِيفَة، وللجماعة من الرِّجَال: هَل تضربن زيدا، فَهَذَا مَا ذكرت لَك وَكَانَ يُونُس بن حبيب يرى إثباتهما فِي فعل الِاثْنَيْنِ وَجَمَاعَة النسْوَة، فَيَقُول: اضربان زيدا، وللنساء: اضربنان زيدا، فَيجمع بَين ساكنين، وَلَا يُوجد مثل هَذَا فى كَلَام الْعَرَب إِلَّا أَن يكون السَّاكِن الثانى مدغما وَالْأول حرف لين، وَقد مضى تَفْسِير هَذَا فَإِذا وقف يُونُس وَمن يَقُول بقوله قَالَ للاثنين: اضربا، وللجماعة من النِّسَاء: اضربنا، وَإِذا وصل فعل الِاثْنَيْنِ قَالَ: / اضربان الرجل وَهَذَا خطأ على قَوْله، إِنَّمَا ينبغى على قِيَاس قَوْله أَن يَقُول: اضْرِب الرجل فيحذف النُّون، لِأَنَّهَا تحذف لالتقاء الساكنين، كَمَا ذكرت لَك فى أول الْبَاب، ثمَّ تحذف الْألف الَّتِى فى اضربا لعلامة التَّثْنِيَة، لِأَنَّهَا ايضا سَاكِنة، فَيصير لَفظه لفظ الْوَاحِد إِذا أردْت بِهِ النُّون الْخَفِيفَة، وَلَفظ الِاثْنَيْنِ بِغَيْر نون إِذا حذفت ألفها لالتقاء الساكنين
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute