للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَلَمَّا كَانَ عشرُون رجلا بِمَنْزِلَة ضاربين زيدا - كَانَ قَوْلك: لى مثله رجلا، وَأَنت أفرههم عبدا بِمَنْزِلَة: أعجبنى ضرب زيد عمرا، وشتمك خَالِدا وكما امْتنعت من أَن تَقول: عشرو دِرْهَم للفصل بَين التَّفْسِير وَالْملك إِذا قلت: عشرو زيد - امْتنعت فى قَوْلك: أَنْت أفرههم عبدا من الْإِضَافَة؛ لِأَنَّك إِذا قلت: أَنْت أفرههم عبدا فَإِنَّمَا عنيت مَالك العَبْد وَإِذا قلت: أَنْت أفره عبد فى النَّاس فَإِنَّمَا عنيت العَبْد نَفسه، إِلَّا انك إِذا قلت: أَنْت أفره العبيد فقد قَدمته عَلَيْهِم فى الْجُمْلَة وَإِذا قلت: أفره عبد فى النَّاس، فَإِنَّمَا مَعْنَاهُ: أَنْت أفره من كل عبد إِذا أفردوا عبدا عبدا؛ كَمَا تَقول: هَذَا خير اثْنَيْنِ / فى النَّاس، إِذا كَانَ النَّاس اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ وَيجوز أَن تَقول - وَهُوَ حسن جدا -: أَنْت افره النَّاس عبيدا، وأجود النَّاس دورا، وَلَا يجوز عندى عشرُون دَرَاهِم يَا فَتى والفصل بَينهمَا: أَنَّك إِذا قلت: (عشرُون) ، فقد أتيت على الْعدَد، فَلم يحْتَج إِلَّا إِلَى ذكر مَا يدل على الْجِنْس، فَإِذا قلت: هُوَ أفره النَّاس عبدا - جَازَ أَن تعنى عبدا وَاحِدًا، فَمن ثمَّ حسن، واختير - إِذا أردْت الْجَمَاعَة - أَن تَقول: عبيدا قَالَ الله عز وَجل: {قُلْ هلْ أُنَبَّئُكُم بِالأَخْسَرِين أَعْمالاً} ، وَقد يجوز أَن تَقول: أفره النَّاس عبدا فتعنى جمَاعَة العبيد نَحْو التَّمْيِيز، وَالْجمع أبين إِذا كَانَ الأول غير مخطور الْعدَد

<<  <  ج: ص:  >  >>