للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِالْفِعْلِ وَهَذَا مَذْهَب النَّحْوِيين وَهَؤُلَاء الَّذين قد حذفوا الْهَاء قد صَارُوا إِلَى حَال من أثبتها، إِلَّا أَن إِثْبَاتهَا أَجود، وَلَيْسَ محلهَا فى الصِّلَة كمحلها فى الْفِعْل؛ لِأَن الْمَوْصُول لَا بُد من أَن يكون فى صلته مَا يرجع إِلَيْهِ، وَالْفِعْل الْمُطلق يسْتَغْنى فِيهِ عَن ذَلِك، فَيكون الْمَفْعُول فِيهِ فضلَة: كالحال والظرف والمصدر وَنَحْو ذَلِك، مِمَّا إِذا ذكرته زِدْت فى الْفَائِدَة، وَإِذا حذفته لم / تخَلّل بالْكلَام؛ لِأَنَّك بحذفه مستغن؛ أَلا ترى أَنَّك تَقول: قَامَ زيد، فلولا الْفَاعِل لم يسْتَغْن الْفِعْل، وَلَوْلَا الْفِعْل لم يكن للاسم وَحده معنى إِلَّا أَن يأتى فى مَكَان الْفِعْل بِخَبَر فَإِذا قلت: ضرب عبد الله زيدا، فَإِن شِئْت قلت: ضرب عبد الله، فعرفتنى أَنه قد كَانَ مِنْهُ ضرب، فَصَارَ بِمَنْزِلَة: قَامَ عبد الله، إِلَّا أَنَّك تعلم أَن الضَّرْب قد تعدى إِلَى مَضْرُوب، وَأَن قَوْلك: (قَامَ) لم يَتَعَدَّ فَاعله، فَإِن قلت: ضرب عبد الله زيدا - أعلمتنى من ذَلِك الْمَفْعُول؟ ، وَقد علمت أَن ذَلِك الضَّرْب لَا بُد من أَن يكون وَقع فى مَكَان وزمان، فَإِن قلت: (عنْدك) أوضحت الْمَكَان، فَإِن قلت: (يَوْم الْجُمُعَة) بيّنت الْوَقْت، وَقد علمت أَن لَك حَالا، وللمفعول حَالا فَإِن قلت: (قَائِما) عرفتنى الْحَال مِنْك أَو مِنْهُ، فَإِن قلت: (قَاعِدا) أبنت عَن حالك أَو حَاله وَقد علمت أَن ذَلِك الضَّرْب إِمَّا أَن يكون كثيرا وَإِمَّا قَلِيلا، وَإِمَّا شَدِيدا، وَإِمَّا يَسِيرا فَإِن قلت: ضربا شَدِيدا، أَو بيّنت / فَقلت: عشْرين ضرب - زِدْت فى الْفَائِدَة فَإِن قلت: لكذا أَو من أجل كَذَا أفدت الْعلَّة الَّتِى بِسَبَبِهَا وَقع الضَّرْب فَكل هَذَا زِيَادَة فى الْفَوَائِد، وَإِن حذفت اسْتغنى الْكَلَام، وَلَيْسَ الْفَاعِل كَذَلِك وَلَو قلت: وَعَمْرو حَاضر - لزدت فى الْفَائِدَة كنحو مَا ذكرنَا

<<  <  ج: ص:  >  >>