وسيبويه وَأَصْحَابه يَقُولُونَ: رددنا إِلَى حرف قد لزمَه / الْإِعْرَاب لجهد الِاسْم؛ فَلَا يحذف مَا كَانَ يلْزمه قبل الرَّد وسيبويه يزْعم أَن (دَمًا) (فعل) فى الأَصْل، وَهَذَا خطأ؛ لِأَنَّك تَقول: دمى يدمى فَهُوَ دم فمصدر هَذَا لَا يكون إِلَّا (فعل) ؛ كَمَا تَقول: فرق يفرق، والمصدر الْفرق، وَالِاسْم فرق، وَكَذَلِكَ الحذر، والبطر، وَجَمِيع هَذَا الْبَاب وَمن الدَّلِيل أَنه (فعل) أَن الشَّاعِر لما اضْطر جَاءَ بِهِ على (فعل) قَالَ:
(جرى الدميان بالْخبر الْيَقِين ... )
فَأَما (يَد) فَفعل سَاكِنة لَا اخْتِلَاف فى ذَلِك؛ لِأَن جمعهَا أيد (وأفعل) إِنَّمَا هُوَ جمع (فعل) ؛ نَحْو: أكلب، وأفلس، وأفرخ و (غَد) (فعل) ؛ لِأَن أَصله غدو وَحقّ هَذِه الْأَسْمَاء المحذوفة أَن يحكم عَلَيْهَا بِسُكُون الْأَوْسَط إِلَّا أَن تثبت الْحَرَكَة؛ لِأَن الْحَرَكَة زِيَادَة؛ فَلَا تثبت إِلَّا بِحجَّة؛ أَلا ترى أَن الشَّاعِر لما اضْطر إِلَى الرَّد رد على الإسكان فَقَالَ:
(إِن مَعَ الْيَوْم أَخَاهُ غدوا ... )
وَقَالَ الشَّاعِر:
(وَمَا النَّاس إِلَّا كالديار وَأَهْلهَا ... بهَا يَوْم حلوها وغدوا بِلَا وَقع)
/ وَإِنَّمَا كَانَت الْإِضَافَة رادة مَا رَجَعَ فى التَّثْنِيَة وَالْجمع بِالتَّاءِ وَمَا لم ترده تَثْنِيَة وَلَا جمع؛
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute