قُمْت، / وَقمت حَيْثُ زيد قَائِم؛ كَمَا تَقول: قُمْت يَوْم قَامَ زيد، وَحين زيد أَمِير، والغايات كلهَا بِمَنْزِلَة مَا ذَكرْنَاهُ وَأما ظروف الزَّمَان فَإِنَّمَا كَانَت بِالْفِعْلِ أولى؛ لِأَنَّهَا إِنَّمَا بنيت لما مضى مِنْهُ، وَلما لم يَأْتِ تَقول: جِئْت وَذَهَبت، فَيعلم أَن هَذَا فِيمَا مضى من الدَّهْر، وَإِذا قلت: سأجئ وسأذهب، علم أَنه فِيمَا يسْتَقْبل من الدَّهْر، وَلَيْسَ للمكان مَا يَقع هَذَا الْموقع؛ لِأَنَّهُ ثَابت لَا يَزُول، ومرئى مُمَيّز: كزيد، وَعَمْرو وَالزَّمَان كالفعل: إِنَّمَا هُوَ مضى اللَّيْل وَالنَّهَار فَإِذا قلت: هَذَا يَوْم زيد فَمَعْنَاه: الذى فعل فِيهِ، أَو عرف فِيهِ، أَو حدث لَهُ فِيهِ حَادث، أَو حدث بِهِ فَإِذا قلت: هَذَا يَوْم يخرج زيد، فقد أضفته إِلَى هَذِه الْجُمْلَة، فاتصل بِالْفِعْلِ لما فِيهِ من شبهه، وَأتبعهُ الْفَاعِل؛ لِأَنَّهُ لَا يَخْلُو مِنْهُ وَهُوَ معرف؛ لِأَن قَوْلك: هَذَا يَوْم يخرج زيد: هَذَا يَوْم خُرُوج زيد فى الْمَعْنى، و {هَذَا يَوْم لَا ينطقون} : هَذَا يَوْم مَنعهم من النُّطْق واتصل بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَيْر، وَالْفِعْل وَالْفَاعِل؛ كَمَا يكون ذَلِك فى (إِذْ)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute