للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للتعدى؛ وَذَلِكَ قَوْلك: كرم زيد، وَشرف عبد الله وَالتَّقْدِير: مَا كَانَ كَرِيمًا وَلَقَد كرم، وَمَا كَانَ شريفا وَلَقَد شرف فَهَذَا نَحْو من الْفِعْل وَنَحْو آخر لَا يتَعَدَّى الْفِعْل فِيهِ الْفَاعِل، وَهُوَ للْفَاعِل على وَجه الِاسْتِعَارَة وَيَقَع على ضَرْبَيْنِ: أَحدهمَا: سقط الْحَائِط، وَطَالَ عبد الله، وَأَنت تعلم أَنَّهُمَا لم يفعلا على الْحَقِيقَة شَيْئا فَهَذَا ضرب وَالضَّرْب الثانى الذى يُسَمِّيه النحويون فعل المطاوعة وَذَلِكَ قَوْلك: كَسرته فانكسر، وشويته فانشوى، وقطعته فَانْقَطع، وَإِنَّمَا هَذَا وَمَا أشبهه على أَنَّك بلغت فِيهِ مَا أردْت، وانتهيت مِنْهُ إِلَى مَا أَحْبَبْت؛ لَا أَن لَهُ فعلا وَمن الْأَفْعَال مَا يتَعَدَّى الْفَاعِل إِلَى مفعول وَاحِد وَفعله وَاصل، مُؤثر، كَقَوْلِك: ضربت زيدا، وَكسرت الشئ يَا فَتى فَأَما الْمصدر، والحالات، والظروف - فَلَا يمْتَنع مِنْهَا فعل الْبَتَّةَ وَمن هَذِه المتعدية إِلَى مفعول مَا يكون غير وَاصل، نَحْو: ذكرت زيدا، وشتمت عمرا، وأضحكت / خَالِدا فَهَذَا نوع آخر وَمن الْأَفْعَال مَا يتَعَدَّى إِلَى مفعولين وَلَك أَن تقتصر على أَحدهمَا وَذَلِكَ قَوْلك: أَعْطَيْت زيدا درهما، وكسوت زيدا ثوبا، وألبست زيدا جُبَّة وَمِنْهَا مَا يتَعَدَّى إِلَى مفعولين وَلَيْسَ لَك أَن تقتصر على أَحدهمَا وَذَلِكَ نَحْو: ظَنَنْت زيدا أَخَاك، وحسبت زيدا ذَا الْحفاظ، وخلت عبد الله يقوم فى حَاجَتك

<<  <  ج: ص:  >  >>