للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المصور يؤلف عليها الأصباغ والألوان. حتى إذا أخضل١ الليل، وأرخى الذيل، يدا الهلال كأنه خنجر من ضياء، يشق الظلماء"٢ وقد غلب التشبيه على هذا النص وإن لم يخل من الصور الأخرى.

٣- يجب أن يكون الكلمات من الدقة بحيث تكون صدى صادقا لما تحكي من صوت، أو تؤدى من معنى ولون، لذلك حسن الاستعانة بالنعوت التي تزيد في التحديد أو الروعة ليكون الوصف كاشفًا حاكيًا ما وراءه، يسمعه الإنسان فكأنما يشهد الطبيعة في ائتلافها، والصور في ائتلافها، وكأنما يسمع الرعد القاصف أو الآذي الصاخب، أو البلابل الغريدة، أو نجوى النفوس، وهمسات الفؤاد، وخواطر الضمير.

ومن ذلك خصت اللغة كل صوت باسم، وكل لون بميزة، وكل طور في الحياة يعلمه، وكثرت فيه الكلمات والتراكيب التي تحكي صوت الطبيعة، وتدل بجرسها على معانيها.

ومن ذلك الصخب لصوت الخصومة، والزجل رفع الصوت عند الطرب، واللجب صوت العسكر، والهتاف رفع الصوت بالدعاء، وزئير الأسد. ونباح الكلب, وضُباح الثعلب. ومواء الهرة. ويقال: جيش لجب وعسكر جرار. كما يقال أصفر فاقع. وأحمر قان. وأسود حالك إلى غير ذلك. ويحسن مثالًا لذلك ما ورد لأبي زبيد الطائي في صفة الأسد. "وأقبل أبو الحارث من أجمته٣. يتظالع٤ في مشيته، كأنه مجنوب أو في هجار٥ لصدره نحيط ولبلاعمه غطيط٦.


١ أظلم.
٢ معراج البيان ج١ ص٣٥.
٣ مأوى الأسد.
٤ يغمز.
٥ به ذات الجتب أو مشدود في حبل.
٦ البلاعم مجاري الطعام في الحلق والغطيط الهدير.

<<  <   >  >>