للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الرابع: في اختلاف أساليب النثر]

[النثر العلمي]

...

[الفصل الرابع: في اختلاف أساليب النثر]

تقدم القوم في الفرق بين النثر العلمي والأدبي، وقد لوحظ أن الأول لغة العقل والثاني لغة العاطفة على الأصل فيهما، وعلى هذا الفرق الأساسي قامت أوجه الخلاف بين أسلوبيهما كما مر. وفي هذا الفصل نتقدم قليلًا فنذكر بعض فنون -أو موضوعات- كل من النوعين وما قد يكون بينهما من الفروق الأسلوبية.

[النثر العلمي]

وإذا كان الأصل في هذا النوع قيامه على العقل، ونشر الحقائق الفكرية، والمعارف العلمية والفلسفية فليس يخلو من العاطفة خلوًّا ما، حتى قال بعض النقاد: ليست هناك نصوص خالية من العاطفة إلا أن تكون الأرقام الحسابية، والرموز الجبرية، والعلمية. ويمكن للقارئ أن يتبين مظاهر العاطفة في الآثار الفلسفية والتاريخية والسياسية، الاقتصادية، والاجتماعية فيما يحس به من حرص الكاتب على نشر آرائه، وصدق عقيدته فيها، وترجيحه بعض الأفكار، وإعجابه بشخص أو عمل ثم ازدرائه آخر واستخدامه الخيال في سد النقص الروائي وإكمال ما فات المؤرخين. وإذا كابد من الإشارة إلى هذه الصفة العامة اللازمة لأسلوب النثر العلمي أو الأدب بمعناه العام فهي الوضوح Clearness؛ ولكن هذا لا يعفينا من الإلمام هنا ببعض الخواص التي تميز كلام من أهم فنون النثر العلمي تاركين بعضها الآخر إلى الكلام في صفات الأسلوب. ونذكر هنا: المقالة، والتاريخ، والسيرة، والمناظرة ثم التأليف.

<<  <   >  >>