للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقور على ظهر الفلاة كأنه ... طوال الليالي ناظر في العواقب

أصخت إليه وهو أخرس صامت ... فحدثني ليل السرى بالعجائب

وقال: إلى كم كنت ملجأ قاتل ... وموطن أواه تبتل تائب١

وكم مر بي من مدلج ومؤوب ... وقال بظلي من مطي وراكب٢

فما كان إلا أن طوتهم يد الردى ... وطارت بهم ريح النوى النوائب

فما خفق أيكي غير رجفة أضلع ... ولا نوح ورقي غير صرخة نادب٣

وما غيض السلوان دممي وإنما ... نزفت دموعي في فراق الصواحب٤

فقد خلع على الجبل صفات الإنسان الوقور الواعظ وفسر ما يتصل به من نوح وجدب تفسيرًا فنيًّا ملائمًا.


١ الأواه النائب: الراهب الذي يبني صومعته في رءوس الجبال.
٢ المدلج: السائر ليلا والمؤوب: السائر نهارًا.
٣ خفق أيكي: خفق غصون الأيك أي الشجر المتكاثف. والورق جمع: ورقاء هي الحمامة، وقيل الرمادية اللون.
٤ غيض: حبس.

<<  <   >  >>