للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥- ثم المصطلحات العلمية، والفنية، والاجتماعية، والتاريخية التي وضعت لمعان خاص محدودة، لتكون بين الكتاب والقراء، علامات واضحة وروابط عقلية مشتركة، وقد ذكرنا ذلك في الكلام على أسلوب التاريخ.

والذي يخشى هو أن ينهمك البليغ في تحري الدقة فيعود الأسلوب بذلك جافًّا أشبه بالصكوك التجارية أو القانونية، خاليًا من الروح الفنية تقرؤه محكمًا دقيقًا ولكنك تشعر بعقمه وملاله. وهذا ما لحظه ابن قتيبه١ على قول لبيد بن ربيعة:

ما عاتب الحر الكريم كنفسه ... والمرء يصلحه الجليس الصالح

فقال: "هو جيد المعنى والسبك وإن كان قليل الماء والرونق"، وعندي أن ذلك راجع إلى أن البيت قد استأثر به العقل دون العاطفة فذهبت روعته، وضاع جماله الأسلوبي.


١ الشعر والشعراء ص٤ طبعة الخانجي.

<<  <   >  >>