حجبت تحيتها فقلت لصاحبي ... ما كان أكثرها لنا وأقلها
وإذا وجدت لها وساوس سلوةٍ ... شفع الضمير إلى الفؤاد فسلها
فالأول يستعطف النفوس بلغة النساء في البيت الثاني، والثاني يجمع بين وصفها بالجمال والدلال، ووصف نفسه بالوفاء والإخلاص، وأما ابن الطثرية فإنه على خشونة عيشة قد أتى "بما ترقص له الأسماع ويرن على صفحات القلوب" كما يقول ابن الأثير:
بنفسي من إن مر برد بنانه ... على كبدي كانت شفاء أنامله
ومن هابني في كل شيء وهبته ... فلا هو يعطيني ولا أنا سائله
ومن خير أمثلة ذلك قصيدة ابن الدمينة التي مطلعها:
قفي يا أميم القلب نقض لبانة ... ونشك الهوى ثم أفعلى ما بدا لك
ولجرير وعمر بن أبي ربيعة، وجميل، والمجنون وسواهم أمثلة تصور هذا الأسلوب الرقيق أصدق تمثيل.