ونظير هذه الشواهد قول عبد الله بن الدمينة، وهو من شواهد الأشموني "رقم ٣٥٤ بتحقيقنا": أحقًّا عباد الله أن لست صاعدا ... ولا هابطًا إلا عليَّ رقيب ولا سالك وحدي ولا في جماعة ... من الناس إلا قيل: أنت مريب فقد جاء بالمعطوف -وهو قوله "ولا سالك"- مجرورًا، مع أن المعطوف عليه وهو قوله "صاعدًا" منصوب وبعد أن عطف عليه اسمًا منصوبًا وهو وقوله "ولا هابطًا". وربما جر بعض الشعراء المعطوف على خبر كان المنفية المنصوب لأن الباء الزائدة تدخل على خبر كان المنفية، وإن كان ليس من الكثرة في لسانهم كخبر ليس، ومن هذا قول الشاعر، وأنشده ابن منظور "ن م ش": وما كنت ذا نيرب فيهم ... ولا منمش فيهم منمل ومحلّ الاستشهاد من هذا البيت قوله "ولا منمش" حيث جاء به مجرورًا وهو معطوف على قوله "ذا نيرب" الذي هو خبر كان المسبوقة بما النافية، وذلك ظاهر إن شاء الله.