أكاشرة وأعلم أن كلانا البيت، وقال الأعلم "الشاهد في حذف الضمير من أن، وابتداء ما بعدها على نية إثبات الضمير" ا. هـ. [١٢٣] نسب المؤلف هذا البيت لزيد بن أرقم، وهو من شواهد سيبويه "١/ ٢٨١ و ٤٨١" ونسبه لابن صريم اليشكري، ووافقه الأعلم على هذه النسبة، وأنشده ابن منظور "ق س م" أول أربعة أبيات، ونسبه إلى باعث بن صريم اليشكري ثم قال "ويقال: هو كعب بن أرقم اليشكري، قاله في امرأته، وهو الصحيح" ا. هـ. والبيت من شواهد ابن يعيش "ص١١٣٩" وابن هشام في مغني اللبيب "رقم ٤٢" وفي أوضح المسالك "رقم ١٥١" والأشموني "رقم ٢٨٧" وأنشده رضي الدين في باب الحروف المشبهة بالفعل، وشرحه البغدادي في الخزانة "٤/ ٣٦٤" ونقل خلافا في نسبته، ويوما -بالنصب لا غير- ظرف زمان يتعلق بقوله "توافينا" الذي بعده، وتوافينا: تأتينا وتزورنا، ووجه مقسم: جميل، مأخوذ في الأصل من القسام -بفتح القاف- بزنة السحاب وهو الجمال، والاستشهاد به في قوله "كأن ظبية تعطو" واعلم أولًا أن كلمة "ظبية" في هذه العبارة تروى على ثلاثة أوجه: الجر، والنصب، والرفع، فأما رواية الجر فتخرج على أن الكاف حرف جر، وأن زائدة بين الجار والمجرور وظبية: مجرور بالكاف، وكأنه قال: كظبية تعطوا إلى وارق السلم. وأما رواية النصب فتخرج على أن كأن مخففة من الثقيلة عاملة، وقوله "ظبية" اسم كأن، وجملة "تعطو" صفة لظبية، وخبر كأن محذوف، والتقدير: كأن ظبية عاطية إلى وارق السلم هذه المرأة، وأما رواية الرفع فتخرج على أن "كأن" حرف تشبيه مخفف، واسم كأن محذوف، وظبية: خبره، وتقدير الكلام: كأنها ظبية عاطية إلى وارق السلم، والتشبيه على وجه النصب من التشبيه المقلوب، وعلى وجه الرفع من التشبيه الجاري على أصله. وقد ذكر هذا التفصيل الأعلم حيث قال: "الشاهد فيه رفع ظبية على الخبر وحذف الاسم مع تخفيف كأن، والتقدير: كأنها ظبية، ويجوز نصب الظبية بكأن تشبيها بالفعل إذا حذف وعمل نحو لم يك زيد منطلقًا، والخبر محذوف لعلم السامع، والتقدير: كأن ظبية تعطو هذه المرأة، ويجوز جر الظبية على تقدير كظبية، وأن زائدة" ا. هـ.