لئن ذهبت إلى الحجاج يقتلني أراد ليقتلني" ا. هـ. وهو كما ترى. [١٣٧] هذا البيت من كلمة للأضبط بن قريع، وقد رواها أبو عليّ القالي في أماليه، وهو من شواهد مغني اللبيب "رقم ٢٥٧" والأشموني "رقم ٩٦٨" وأوضح المسالك "رقم ٤٧٦" وشرح المفصل "ص١٢٤٢" وشرح الكافية في باب نوني التوكيد، وشرحه البغدادي في الخزانة "٤/ ٥٨٨ بولاق" والاستشهاد به ههنا في قوله "علك أن تركع" حيث أسقط اللام الأولى من لعل، على نحو ما بيَّنَّاه في الشواهد السابقة، والنحاة يستشهدون من هذا البيت أيضًا بقوله "لا تهين الفقير" فإن أصله عندهم: لا تهينن الفقير، بنون توكيد خفيفة، فحذف هذه النون الخفيفة تخلصًا من التقاء الساكنين اللذين هما نون التوكيد، ولام التعريف في "الفقير" والعرب تحذف نون التوكيد الخفيفة الساكنة وهي تريدها، فتبقى الكلمة على ما كانت عليه والنون متصلة بها، سواء أكان بعدها ساكن أم لم يكن، ولذلك نظائر كثيرة في كلام العرب، منها قول الشاعر، وأنشده أبو زيد في نوادره: اضرب عنك الهموم طارقها ... ضربك بالسيف قونس الفرس فإنه أراد أن يقول: أضربن عنك الهموم، فحذف النون تخفيفًا, وإن لم يكن بعدها ساكن، ومثله ما أنشده الجاحظ في البيان: خلافًا لقولي من فيالة رأيه ... كما قيل قبل اليوم: خالف تذكرا فقد أراد أن يقول: خالفن تذكر، فحذف نون التوكيد من "خالفن" وإن كان بعدها متحرك، وأبقى الفتحة على الفاء لتدل على النون، ومثله ما أنشده أبو عليّ الفارسي: إن ابن أحوص مغرور فبلغه ... في ساعديه إذا رام العلا قصر فقد أراد أن يقول "فبلغنه" فحذف نون التوكيد للتخفيف وهو يريدها، بدليل أنه أبقى الفتحة، ومثله قول الآخر: يا راكبًا بلغ إخواننا ... من كان من كندة أو وائل أراد أن يقول "بلغن أخواننا" فحذف نون التوكيد لقصد التخفيف وهو يريدها؛ بدليل إبقائه الفتحة على الغين، وليس سبب الحذف هو قصد التخلص من التقاء الساكنين لأن ما بعد =