ومثلك بكرًا قد طرقت وثيبًا ... فألهيتها عن ذي تمائم محول [٢٣٩] هذا البيت من شواهد ابن يعيش في شرح المفصل "ص١٢١٨" ورضي الدين في شرح شافية الحاجب "رقم ١٠١" وابن جني في سر صناعة الإعراب "رقم ١٠٧ في ١/ ١٧٧" وفي الخصائص "١/ ٣٠٤ الدار" وقد أنشده ابن منظور "ح ج ف" ونقل عن ابن بري أنه من أرجوزة لسؤر الذئب، والتيهاء: الصحراء يضل سالكها، وجورزها -بفتح الجيم وسكون الواو- أي وسطها، وإنما شبه الصحراء بظهر الترس لأنها غير ذات أعلام يهتدي بها السائر. وإنما ذكر الوسط ليشير إلى أنه لم يتهيبها وأنه توسطها، وهذا الكلام كناية عن كونه قويًا جلدًا جريئًا لا يهاب. وللنحاة في هذا البيت شاهدان، أحدهما: في قوله "بل جوز تيهاء" حيث جرّ "جوز تيهاء" برب المحذوفة بعد بل، والثاني: في قوله "الحجفت" حيث وقف على تاء التأنيث بالتاء لا بالهاء، قال ابن منظور "يريد رب جوز تيهاء، ومن العرب من إذا سكت على الهاء جعلها تاء فقال: هذا طلحت، وخبز الذرت" ا. هـ. وقال ابن يعيش "من العرب من يجري الوقف مجرى الوصل فيقول في الوقف: هذا طلحت، وهي لغة فاشية حكاها أبو الخطاب، ومنه قولهم: وعليكم السلام والرحمت، ومنه قوله: بل جوز تيهاء كظهر الحجفت ا. هـ كلامه. وقد ذكر الصاغاني أن الذين يقفون على الهاء بالتاء هم طيّئ. ومثل هذا البيت في الجر برب المحذوفة بعد بل قول رؤبة بن العجاج: بل بلد ذي صعد وأصباب ... قطعت أخشاه بعسف جواب