قلت لزير لم تصله مريمه ... ضليل أهواء الصبا يندمه والبيت المستشهد به ههنا من شواهد الأشموني "رقم ٥٧٤" وابن هشام في مغني اللبيب "رقم ١٦٨" وفي شذور الذهب "رقم ١٦٣" وابن عقيل "رقم ٢١٩" والبلد يذكر ويؤنث، والتذكير أكثر، والفجاج: جمع فج، وهو الطريق الواسع، وقتمه -بفتح القاف والتاء جميعًا، وأصله القتام، بوزن السحاب، فخففه بحذف الألف -وهو الغبار، والجهرم -بوزن جعفر- هو البساط، وقيل: أصل هذه الكلمة "جهرميه" بياء مشددة كياء الكرسي، للنسبة إلى جهرم وهي إحدى بلاد فارس، وإنه حذف ياء النسبة لما يصف نفسه بالقدرة على الأسفار وتحمل المشاق، ويشير إلى أن ناقته جلدة قوية على قطع الطرق الوعرة والمسالك الصعبة، والاستشهاد بالبيت في قوله "بل بلد" حيث جر النكرة بعد بل برب المحذوفة، وأصل الكلام "بل رب بلد" وانظر الشاهد رقم ٢٣٩ السابق، ومثل هذا الشاهد قول رؤبة بن العجاج أيضا: بل بلد ذي صعد وأصباب ... تخشى مراديه وهجر دواب