للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أراد "انْعَ" وقال الآخر:

[٣٦٠]

نعاءِ ابن ليلى للسَّماحة والنَّدَى ... وأيدي شمال باردات الأنامل

[٣٦١]

نعاءِ جُذَامًا غير موت ولا قتل ... ولكن فِرَاقًا للدَّعَائِمِ والأَصْل

أراد "انْعَ جُذَامًا" وقال الآخر، وهو أبو النجم:

[٣٦٢]

حَذَارِ من أرماحنا حَذَارِ


= بنفسه، والمؤلف يريد أن يستدل بهذا ونحوه على أن الأسماء التي على وزن فعال الدالة على الأمر مبنية على الكسر في لسان العرب، وقد بينا علة ذلك في شرح الشواهد السابقة.
[٣٦٠] هذا البيت من شواهد سيبويه "٢/ ٣٧" ولم يعزه، ولا عزاه الأعلم الشنتمري في شرح شواهده، ونعاء: أي انع، أي اذكر خبر موته والفجيعة فيه، والسماحة: الجود، والندى: الكرم، وقوله "وأيدي شمال باردات الأنامل" أحسن ما يحمل عليه هذا الكلام أن تكون الواو للحال، وأيدي شمال: مبتدأ، وباردات الأنامل: خبره، والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب حال، أي اذكر خبر موت ابن ليلى للجود والكرم في حال كون أيدي الشمال باردات الأنامل، أي ليكن ذكرك إياه عند برد ريح الشمال لأنه هو الذي كان يغيث من هذا البرد، وخص الشمال لأنها أبرد الرياح، ولأنها هي التي يأتي معها القحط والجدب؛ فعندها تظهر حاجة المحتاجين الذين كان يقوم عليهم، وخص الأنامل -وهي أطراف الأصابع- لأن البرد يسرع إليها. والاستشهاد بهذا البيت في قوله "نعاء ابن ليلى" والكلام فيه كالكلام فيما قبله.
[٣٦١] هذا البيت للكميت بن زيد كما قال المؤلف، وهو شواهد ابن يعيش في شرح المفصل "ص٥١٥" وقد أنشده ابن منظور "ن ع ا" وكلاهما نسبه إلى الكميت. ونعاءك معناه انع، والأصل فيه ذكر خبر موته والفجيعة فيه، وكانوا في جاهليتهم إذا مات منهم ميت له خطر وقدر ركب راكب وجعل يسير في الناس ويرد عليهم محلاتهم وهو يقول "نعاء فلانا" أي أظهر خبر وفاته، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عما كان أهل الجاهلية يصنعونه، والدعائم: جمع دعامة، وأصله أن يميل شيء فتدعمه بخشبة ونحوها لتقيمه، وسموا سيد القوم دعامة، من ذلك، لأنه الذي يقيم ما اعوج من أمورهم. يقول: انع هؤلاء القوم واذكر الفجيعة فيهم، ولكن لا تذكر ذلك لأنهم ماتوا أو قتلوا، ولكن لأنهم فارقوا سادتهم وأهل الخطر منهم فتبدد أمرهم وانصدع شملهم. ومحل الاستشهاد من هذا البيت قوله "نعاء جذاما" حيث استعمل فيه اسم فعل أمر مأخوذًا من مصدر الفعل الثلاثي المتصرف، وبناه على الكسر، والكلام فيه كالكلام فيما مضى من الشواهد.
[٣٦٢] هذا البيت من شواهد سيبويه "٢/ ٣٧" وقد نسبه إلى أبي النجم الفضل بن قدامة العجلي، وقد أنشده ابن منظور "ح ذ ر" وأنشد بعده:
أو تجعلوا دونكم وبار

<<  <  ج: ص:  >  >>