[٢٣] هذا البيت من كلام النابغة الجعدي، وهو من شواهد سيبويه "١/ ١١٠" وقد أنشده ابن منظور "خ ل ل" ثالث ثلاثة أبيات ونسبها إليه، والبيتان قبله هما: أدوم على العهد ما دام لي ... إذا كذبت خلة المخلب وبعض الأخلاء عند البلا ... ء والرزء أروغ من ثعلب والخلة -بضم الخاء- والخلالة -بفتح الخاء أو كسرها أو ضمها- والخلولة، كل ذلك يقال على الصداقة المختصة التي ليس فيها خلل، تكون في عفاف الحب ودعارته، والمخلب: من الخلابة -بكسر الخاء- وهي الخديعة باللسان، والإخلاء: جمع خليل، وهو الصديق، وأبو مرحب: كنية الظل، وهو سريع التحول، وقيل: هي كنية عرقوب الذي يضرب به المثل في خلف الوعد، والذي قيل فيه: مواعيد عرقوب. والاستشهاد بالبيت في قوله "كأبي مرحب" فإن هذا الجار والمجرور خبر لأصبح، واسمها هو قوله خلالته، وأصل معمولي أصبح مبتدأ وخبر، ولا يصلح أن يكون "كأبي مرحب" خبرًا عن الخلالة التي هي الصداقة؛ لأن هذا الخبر ليس هو عين المبتدأ فلزم أن يكون ثمه مضاف محذوف وأن أصل الكلام: أصبحت خلالته كخلالة أبي مرحب، على نحو ما بيّناه في البيت السابق. [٢٤] هذا البيت من شواهد سيبويه "١/ ٦٥" ولم ينسب في أصل الكتاب ولا في شرح شواهده للأعلم، وهو أيضًا من شواهد الرضي "١/ ٨٤" وقد شرحه البغدادي في الخزانة "١/ ١٩٦" والأشموني "رقم ١٤٥" وقد نسبه قوم إلى رجل من ضبة، ولم يعينوه، وقال البغدادي: هو لقيس بن حصين بن يزيد الحارثي، والنعم -بفتح النون والعين جميعا- اسم جنس لفظه مفرد ومعناه جمع، ونظيره غنم وبقر، قال الفراء: هو مفرد لا يؤنث، يقال: هذا نعم وارد، وقال الهروي: النعم والأنعام يذكران ويؤنثان، وقال الراغب: النعم مختص بالإبل، والأنعام يقال للإبل والبقر والغنم، ويلقحه: كضارع ألقح الفحل الناقة؛ إذا أحبلها، وتنتجونه: أي تستولدونه، يريد أنهم يكثرون من شن الغارات فيأخذون ممن يغيرون عليه النوق الحوامل فتلد عندهم. والاستشهاد بالبيت في قوله "أكل عام نعم" فإن قوله "كل عام" ظرف زمان متعلق بمحذوف يقع خبرًا مقدمًا، وقوله "نعم" مبتدأ مؤخر، والنعم: اسم =