إنك إن يصرع أخوك تصرع أي إنك تصرع إن يصرع أخوك، ومثل ذلك قوله: هذا سراقة للقرآن يدرسه ... والمرء عند الرشا إن يلقها ذيب أي المرء ذيب إن يلق الرشا، قال الأصمعي: هو قديم، أنشدنيه أبو عمرو، وقال ذو الرمة: وإني متى أشرف على الجانب الذي ... به أنت من بين الجوانب ناظر أي ناظر متى أشرف، فجاز هذا في الشعر، وشبهوه بالجزاء إذا كان جوابه منجزما" ا. هـ كلامه، وخلاصته أنه إذا كان فعل الشرط ماضيًا جاز رفع المضارع الواقع جزاء وهذا هو الذي عبر عنه بقوله "وقد تقول: إن أتيتني آتيك" وإذا كان فعل الشرط مضارعًا مجزومًا لم يجز أن ترفع المضارع الواقع جوابًا؛ لأن عمل الجازم قد ظهر في فعل الشرط، وهذا هو الذي عبر عنه بقوله "ولا يحسن: إن تأتني آتيك" لكن إذا وقع مثل هذا في ضرورة الشعر كان تخريجه على ما ذكر من أن المتأخر دليل الجواب، وليس جوابًا، وأما أبو العباس المبرد فقد جعل المتأخر هو الجواب وتمحل له بأنه على تقدير فاء الربط ومبتدأ تقع جملة المضارع خبرا عنه، وتقدير الكلام على هذا: إنك إن يصرع أخوك فأنت تصرع وجملة المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط، والجملة الشرطية في محل رفع خبر إن، وتقدير البيت الذي أنشده الأصمعي على كلام المبرد: والمرء عند الرشا إن يلقها فهو ذيب، وتقدير بيت ذي الرمة على هذا: وإني متى أشرف فأنا ناظر، قال الأعلم في تخريج بيت الشاهد "الشاهد فيه على مذهبه تقديم تصرع في النية؛ وتضمنه الجواب في المعنى، والتقدير: إنك تصرع إن يصرع أخوك؛ وهذا من ضرورة الشعر؛ لأن حرف الشرط قد جزم فحكمه أن يجزم الآخر، وهو عند المبرد على حذف الفاء" ا. هـ. ٤٠٢- هذا البيت من كلام زهير بن أبي سلمى المزني، وهو من شواهد سيبويه "١/ ٤٣٦" ومفصل الزمخشري، وشرحه لابن يعيش "ص١٢٠٦" وابن هشام في مغني اللبيب "رقم ٦٧٩" وفي أوضح المسالك "رقم ٥١١" وفي شرح شذور الذهب "رقم ١٧٥" والأشموني "رقم ١٠٨١" وابن عقيل "رقم ٣٤١" وابن الناظم في باب الجوازم، وشرحه العيني "٤/ ٤٢٩ بهامش الخزانة" والقالي في أماليه "١/ ١٩٣ ط الدار" وقوله "وإن أتاه خليل" الضمير المنصوب يعود إلى هرم بن سنان المري، والخليل: الفقير المحتاج؛ وأصله الخلة -بفتح