[٢٨] هذا البيت من كلام مالك بن خالد الهذلي، وقد أنشده ابن منظور "ق م ح" ونسبة إليه. وقوله "فتى ما" معناه فتى أي فتى، فما هذه صفة لفتى، والشتاء عندهم زمن الجدب والقحط، ولهذا يكون الكرم فيه نادرًا، ومن يطعم قليلا، وهو ممدوح أشد المدح، وقوله "حب" هو بضم الحاء -مثل نعم في المدح، وشهرا قماح- بضم القاف بزنة غراب أو بكسرها بزنة كتاب هما كانون الأول وكانون الثاني، سموهما بذلك لأنهما يكره فيهما شرب الماء، وقد قالوا "قمح البعير، وقامح" إذا رفع رأسه عند الحوض وامتنع من الشرب، والاستشهاد به في قوله "فتى ما ابن الأغر" فإن هذه جملة من مبتدأ وخبر، وقد تقدم فيها الخبر على مبتدئه، ولا يجوز لك أن تجعل المتقدم وهو قوله فتى ما، مبتدأ، والمتأخر -وهو قوله ابن الأغر- خبرًا عنه، وذلك لأن المتقدم نكرة والمتأخر معرفة، والأصل في المبتدأ أن يكون معرفة ولا يكون نكرة إلا بمسوغ، والأصل في الخبر أن يكون نكره؛ لأنه يكون مجهولا للمخاطب حتى يفيده الكلام فائدة جديدة لم تكن عنده قبل الكلام. [٢٩] هذا البيت للشماخ بن ضرار الغطفاني -كما قال المؤلف- وقد أنشده ابن منظور "ط ول" وأنشده ياقوت في معجم البلدان "طوالة". وطوالة -بضم الطاء وفتح الواو مخففة- قال ياقوت: موضع ببرقان فيه بئر، وقال نصر: بئر في ديار فزارة لبني مرة وغطفان، وأروى: من أسماء النساء، وظنون: مظنون غير مقطوع به، ومطرح -بضم الميم وتشديد الطاء مفتوحة- مصدر ميمي بمعنى الاطراح. والاستشهاد به في قوله "كلا يومي طوالة وصل أروى ظنون" فإن قوله "وصل أروى" مبتدأ، وقوله "ظنون" خبر المبتدأ، وقد تقدم المبتدأ وتأخر الخبر على ما هو الأصل فيهما، ولكن قوله "كلا يومي طوالة" ظرف متعلق بظنون الذي هو الخبر، وقد تقدم هذا الظرف على المبتدأ كما هو ظاهر، وقد استقر عند النحاة أن تقديم المعمول يدل على أن العامل فيه يجوز أن يتقدم فيكون في موضع هذا المعمول، =