فذلك -يا هند- الرزية، فاعلمي ... ونيران حرب حين شب وقودها فقد أشارت باسم الإشارة الموضوع للمفرد المذكر في قولها "فذلك" إلى الرزية وهي مؤنثة لأنها أرادت من الرزية الرزء أو الخطب أو نحو ذلك، ونظيره قول امرئ القيس بن حجر الكندي: برهرهة رؤدة رخصة ... كخرعوبة البانة المنفطر البرهرهة: الرقيقة الجلد، والرؤدة: الناعمة الرخصة، والخرعوبة: القضيب الغضّ والمنفطر: المنشق، فأنت تراه قد قال "كخرعوبة البانة المنفطر" مع أن الخرعوبة مؤنث اللفظ، وكان من حقه أن يقول المنفطرة، إلا أنه لما كان الخرعوبة والغضّ بمعنى واحد أعاد الصفة على الخرعوبة كما يعيدها على الغضّ. [٤٦٩] هذا البيت من كلام الأعشى ميمون بن قيس، من قصيدة يمدح فيه رهط قيس بن معد يكرب الكندي ويزيد بن عبد المدان الحارثي "الديوان ١٢٠-١٢٢ فينا" وقد أنشده ابن منظور "ح د ث" والبيت من شواهد سيبويه "١/ ٢٣٩" وابن هشام في أوضح المسالك "رقم ٢١٢" والأشموني "رقم ٣٦٨" وشرحه العيني "٢/ ٤٦٦ بها مش الخزانة" ورواية سيبويه "فإما ترى لمّتى بدلت" ورواية المتأخرين من النحاة "فإما تريني ولي لمّة" وكذلك هي في اللسان، ورواية المؤلف توافق رواية الديوان. واللمة -بكسر اللام- الشعر يلم بالمنكب، أي يحيط به، وبدلت في رواية سيبويه معناه غيرت من السواد إلى البياض، وأودى بها: ذهب بما كان لها من بهجة وحسن، ومحل الاستشهاد من هذا البيت "أودى بها" فإن =