ليس ينفك ذا غنى واعتزاز ... كل ذي عفة مقل قنوع وقول ذي الرمة: قلائص لا تنفك إلا مناخة ... على الخسف أو نرمي بها بلدا قفرا والشاهد الثاني من هذه الكلمة أنها جاءت في هذا البيت غير مسبوقة بالنفي أو ما يضاهيه، وذلك شاذ، والقياس ذكر نفي أو نهي قبل زال وبرح وفتئ وانفك. ومثل هذا البيت في الإتيان بواحد من هذه الأفعال من غير أن يسبقه نفي أو نهي قول خداش بن زهير: وأبرح ما أدام الله قومي ... بحمد الله منتطقا مجيدا وهم يغتفرون أن يسقط الشاعر حرف النفي إذا كان الفعل مسبوقا بالقسم كقول امرئ القيس: فقلت يمين الله أبرح قاعدا ... ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي وقول عبيد الله بن قيس الرقيات "د ١٨٩": والله أبرح في مقدمة ... أهدي الجيوش على شكيته حتى أفجعهم بإخوتهم ... وأسوق نسوتهم بنسويته وقول الآخر: لعمر أبي دهماء زالت عزيزة ... على قومها ما فتل الزند قادح