هذا وقد سبق ذلك استشهاد صاحبنا بعدة أمثلة على وقوع الاختلاف بين الصحابة فيما لا يصح أن يختلفوا فيه على ما فهم هو, فقد ساق ثماني روايات في التشهد، ورأى أن التشهد من الأعمال اليومية المتكررة المتواترة.
فكيف وقع الخلاف بينهم فيها, ثم إن عمر خطب بتشهده على المنبر, وسمعه الكافة فلم ينكر عليه واحد منهم.
نقول: ومن أدراك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمهم صيغة واحدة للتشهد حتى لا يصح رواية سواه، ما المانع أن يكون ابن مسعود أحد السابقين تعلم ما لم يتعلمه عمر، وتعلم ابن عباس, وهو من صغار الصحابة ومن مهاجرة الفتح ما لم يتعلماه.
إن القرآن نفسه قرئ بسبعة أحرف كما نزل عليها، وقد تباينت قراءة عمر مع قراءة هشام بن حكيم لسورة الفرقان، فلما اختلفا رجعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأقرأهما، ثم أقر كلا على قراءته, وهذا هو اليسر الذي أراده الله بنا.
هذا وقد استطرد إلى صيغ الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد, وبين أحكامها عند الأئمة, والفرق بينها وبين التشهد بيِّنٌ حتى للمبتدئ.