لذلك من الكاذبين الواضعين للأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم افتراء وزورًا.
هكذا أراد أن يصوره بعض أهل الأهواء؛ كالنظام والمريسي والبلخي, وتابعهم في هذا العصر بعض المستشرقين أمثال:"جولد تسيهر" و"شبرنجر".
وأغرب من هذا أن يطعن فيه وفي السنة بعض من ينسب إلى العلم، فقد عثرت أثناء بحثي على كتاب تحت عنوان "أبو هريرة" ألفه عبد الحسين شرف الدين العاملي وهو إمامي والإمامية يتخذون أبا هريرة هدفا لكي يوهنوا أحاديث أهل السنة، ويرفضوها ويروجوا أخبارهم. وقد لف لفهم من كان لهم تابعًا مجربا على تبعيته.
ولم أكد أتصفحه حتى دهشت لما جاء فيه من الافتراءات والطعون والتأويلات التي لا تتمشى مع البحث العلمي, ولا توافق التاريخ.
وقد استقى من هذا الكتاب أيضا محمود أبو رية صاحب كتاب "أضواء على السنة المحمدية" فكان أشد على أبي هريرة من أستاذه, وأكثر مجانبة للصواب، فرأيت من واجبي أن أرد تلك الشبهات التي أثارها بعض أهل الأهواء والمستشرقين وبعض الباحثين. كما حدث للأستاذ الباحث أحمد أمين. ورأيت أن أرد على بعض ما جاء في كتاب "أبو هريرة" وأتناول خلال ذلك بعض النقاط التي اشترك فيها هؤلاء جميعا"١.