للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويذكر ابن كثير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي هريرة: "ألا تسألني شيئا من هذه الغنائم" , فأجاب بما يفيد أنه لا يريد إلا علما ينفعه الله به.

ويتهم أبو هريرة بأنه سرق عشرة آلاف حين كان واليا على البحرين من قبل عمر، وأن الفاروق استردها منه بعد عزله, بينما الحق أنه لما سئل عن نماء ماله أفاد بأنه ربح تجارته, ونتاج ماشيته وخراج أعبده.

وقد عرف أن عمر شاطر عماله على الأمصار أموالهم. فهل يعني هذا اتهاما لهم بالسرقة؟ إنه باب شر يفتح بهذه الادعاءات, وماذا نقول فيمن يكيلون الاتهامات, ويبتغون للبرآء العنت فيرون قرب أبي هريرة من عثمان ابتداء مشايعته لبني أمية, ويعيبونه باعتزال الفتنة عندما حمي الوطيس مع نطق الحق بأن القاعد فيها خير من الماشي والماشي خير من الساعي، وأن من تعرض لتلك الفتن واستشرف لها تستشرفه, ويبالغ عبد الحسين في اختلاف تشيع أبي هريرة للأمويين, ويتهمه بوضع الأحاديث.

ومواقف الصحابة منه ترد ذلك وتأباه؛ وننتقل إلى موقف أبي رية.

<<  <   >  >>