للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيا موت زر إن الحياة ذميمة ... ويا نفس جدي إن دهرك عازل

وحين يرمى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, ويتطاول عليهم فذاك أمر أغرب من مفاخرة الحصى للشهب والقدح في نور الصبح على لسان الدجى.

ولقد جاء أبو رية في ظلماته التي حاول أن يلقيها على السنة فما استطاع, جاء بأقصى المستطاع إفكا وزورًا حين عرض لترجمة الصحابي الجليل, فيما يزيد على ثلاثين صفحة١.

فلم يدع منقصة ولا مذمة إلا ألصقها به، ونال شططه من الصحابة، بل ونال المحدثين من شططه ونزغه حين حكموا بعدالتهم ما يستحيى من ذكره, وإنك لتخجل كل الخجل حين ترى هذا الدعي في العلم يستبيح لنفسه أن يرمي أبا هريرة بكل جارحة من القول تعليقا على كلمة لسيدنا أبي هريرة قالها تحدثا بنعمة الله. قال أبو رية: "ولقد استخفه أشره وزهوه -يعني أبا هريرة- ونم عليه أصله وتحيزته فخرج عن حدود الأدب والوقار مع هذه السيدة الكريمة, فكان يقول بعد هذا الزواج الذي ما كان يحلم به: إني كنت أجيرا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني، فكنت إذا ركبوا سقت بهم، وإذا نزلوا خدمتهم والآن تزوجتها، فأنا الآن أركب فإذا نزلت خدمتني ... إلخ".


١ انظر ص١٦٧-١٩٨ هذا بالإضافة إلى المواضع العديدة التي همز فيها ولمز.

<<  <   >  >>