للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥- عدم انشغاله بالإمارة أو بالدنيا بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم فمنذ أن عزله عمر -رضي الله عنه- عن البحرين لم يتول منصبا.

٦- تأخر وفاته مما أتاح له أن يلقى الكثيرين من التابعين حتى قيل: إنه روى عنه ثمانمائة١.

٧- وأهم من كل ما مضى انتفاعه ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كما سبق أن أشرنا.

وبعد فإن الذين أرادوا النيل من راوية الإسلام, لم يلتزموا بواجب الاحترام سيما أولئك الأعلام.

وإذا كان الحديث يقرر: "أن المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم" , فكيف بهؤلاء الذين اعتمدوا على خيال الأدباء, وتتبعوا حكايات القصاصين المؤرخين, ونسجوا منها وجوها للطعن في البرآء المنزهين؟

وإنك لتزداد عجبا حين ترى الواحد منهم يأخذ بعض الكلام, ويترك بعضه مكتفيا بما يحقق غرضه، فحينما امتشق ابن قتيبة حسامه ليدافع عن المحدثين, وأورد ما قاله المبطلون فيهم ليدحضه ويبطله, ترى البعض ينقل تصويره للشبه التي أوردها ليدفعها على أنها من كلامه تمثل رأيه ووجهة نظره، وليس هذا إلا صنيع من أفتى بتحريم الصلاة متوقفًا على قوله


١ نقل ذلك ابن حجر عن البخاري، فتح الباري ج١، ص٢١٧.

<<  <   >  >>