للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا يصح أن ينسب الحديث الموضوع إليه بمعنى: أن يكون هو الذي وضعه، فإن المحقق أن الصحابة ليس فيهم وضاع ولا كذاب.

وتبقى مسألة كثرة مرويات أبي هريرة أشد المسائل لغطًا, وأكثرها بين القديم والحديث، ونتساءل: لماذا يقبل الناس حفظ فلان لآلاف الأبيات من الشعر؟ أو استظهار الآخر للعديد من الكتب؟ أو حفظ ثالث لكل ما تقع عليه عينه، ولا يتوقف أحد في قبول مثل هذا؟ ولا يعده منقصة فيمن نسب إليه, بل على العكس يحصيه بين المآثر والمفاخر.

ولو جمعنا كل مرويات أبي هريرة في كتاب واحد, فلن تزيد عن جزء صغير، ذلك أن الكثير من الخمسة آلاف والثلاثمائة والأربع والسبعين عدد ما رواه لا يجاوز السطر والسطرين, فلم هذا اللغط؟ وأين هذا الرقم مما قيل عن حفظ الجاحظ أو بشار بن برد أو غيرهما؟ لكنه تصيد الأباطيل واختلاق الإفك ليرمي به أحد أعلام الروايات.

والمتأمل المنصف يمكن أن يرجع كثرة مرويات أبي هريرة إلى ما يأتي:

١- ملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

٢- صفاء ذهنه، وشدة ذكائه مما جعله أحفظ الصحابة.

٣- حرصه على الحديث وتعهده مجلسه.

٤- تفرغه لذلك وانعدام ما يشغله عنه.

<<  <   >  >>