للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بيت النبوة، وتربى على مأدبة الله، وأحبه النبي صلى الله عليه وسلم، وعشق أنس تلك الأخلاق السامية التي أحسها ولمسها, فنهج لسانه بالثناء من نحو قوله: "خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لشيء فعلته: لم فعلته؟ وما قال لشيء تركته: لما تركته؟ وكان إذا لامه أحد من أهل بيته على ترك شيء دافع عنه صلى الله عليه وسلم بقوله: دعوه فإنه لو قدر أو قضى لكان".

وقد أخذ أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير والكثير, ثم استزاد فروي عن أبي بكر وعمر وعثمان وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن رواحة وعن فاطمة الزهراء وعبد الرحمن بن عوف, وعن غيرهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وروى عنه الحسن البصري وسليمان التيمي وأبو قلابة وأبو مجلز وعبد العزيز بن صهيب, وإسحاق بن أبي طلحة, وأبو بكر بن عبد الله المزني, وقتادة بن دعامة السدوسي, وثابت البناني, ومحمد بن سيرين، وأنس بن سيرين، وابن شهاب الزهري, وربيعة بن عبد الرحمن الشهير بربيعة الرأي ويحيى بن سعيد الأنصاري وسعيد بن جبير وخلق كثير غيرهم.

وكان أنس كثير العبادة قليل الكلام, قال فيه أبو هريرة: "ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن أم سليم", وقد استعمله أبو بكر على زكاة البحرين، ثم استقر به المقام في البصرة بعد المدينة، وصار أنس في البصرة محط أنظار أهل العلم.

<<  <   >  >>