ولتتساقط كل الدعاوى الباطلة التي يزعم مدعوها أن بعض الصحابة خدع بالإسرائيليات, وخالت عليه نُقول كعب الأحبار ووهب بن منبه من كتب أهل الكتاب, وتناقلوها على أنها أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والعجيب أن أبا رية كتب مقدمة عن "الإسرائيليات في الحديث" بدأها بداية موفقة, حين نقل أخبار الوضع والوضاعين وردود الأئمة عليهم وانتصابهم لكشف زيغهم، ثم علل لظهور الإسرائيليات وهدفها، ثم انحدر إلى الهاوية حين اتهم الصحابة بترويج تلك الإسرائيليات والانكباب عليها، وراح يسف في نقد كعب الأحبار ووهب بن منبه، وليته وقف عند هذين بل تجاوزهما إلى الصحابي الجليل عبد الله بن سلام، وراح يتخبط, فانتقد حديثا رواه البخاري بسنده عن عبد الله بن عمرو في صفة النبي صلى الله عليه وسلم, وأنه موصوف في التوراة ببعض صفاته في القرآن؛ "يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، بل يعفو ويغفر، لا يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: "لا إله إلا الله" ويفتح بها أعينا عميا, وآذانا صما, وقلوبا غلفا".
ثم يذكر عن ابن كثير أن ابن يسار سأل كعب الأحبار عن هذا الحديث فما اختلف فيه مع عبد الله في حرف واحد، وكيف يختلف فيه وهو راوية.