حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه سلم بشرط أن لا يكون ذلك الصحابي ممن عرف بالأخذ عن الإسرائيليات، فإن كان كذلك توقفنا في الحكم على قوله.
وقد رأينا كيف أحجم التابعون عن روايات عبد الله بن عمرو فلم ينقلوا منها إلا القليل؛ لشغفه بمطالعة كتب أهل الكتاب.
ومن الجدير بالذكر أن المنقول في الإسرائيليات يدور حول أخبار الأمم السابقة وقصصهم, ولا تعلق له في الأعم الأغلب بالأحكام أو العقائد, اللهم إلا جزء يسير يتعلق بالنبوات, وغالبا ما يظهر عليه ما يقتضي رده ورفضه.
بقي أن نتعرف حال الثلاثة الذين نال منهم أبو رية، بل ونال من الصحابة من خلال نيله منهم. قال الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي في الدفاع عن ابن سلام ووهب وكعب: "أما عبد الله بن سلام فصحابي جليل أسلم مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة كما ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث سعد بن أبي وقاص وغيره, وحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قليلا جدا، وقلما ذكر عن كتب أهل الكتاب, وما ثبت عنه من ذلك فهو مصدق به حتما, وإن لم يوجد في كتب أهل الكتاب الآن, إذ قد ثبت أن كثيرا من كتبهم انقرض, ولا يسيء الظن بعبد الله بن سلام إلا جاهل أو مكذب لله ورسوله.
وأما وهب بن منبه فولد في الإسلام سنة ٣٤هـ وأدرك بعض الصحابة