للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان وهب من أبناء فارس الذين حسن إسلامهم؛ لذا قال العجلي: تابعي ثقة, وكان على قضاء صنعاء، ووثقه أبو زرعة, والنسائي, ابن حبان, وكان أبوه منبه من أهل هراة, فأخرجه كسرى غلى اليمن, فأسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم, وحسن إسلامه, وسكن وولده بلاد اليمن.

وكان وهب عف اللسان، ذكر أنه مكث أربعين سنةً لم يسبَّ شيئا فيه الروح, وكان عابدا يقوم الليل، ذكر أنه لبث عشرين سنة لم يجعل بين العشاء والصبح وُضوء.

قال الإمام أحمد بن حنبل عن عبد الرزاق عن أبيه: حج عامة الفقهاء سنة مائة, فحج وهب فلما صلوا العشاء, أتاه نفر فيهم عطاء والحسن, وهم يريدون أن يذاكروه القدر, قال: فأمعن في باب من الحمد, فما زال فيه, حتى طلع الفجر, فافترقوا ولم يسألوه عن شيء, قال أحمد: وكان يتهم بشيء من القدر, ثم رجع. قال حماد بن سلمة عن أبي سنان: سمعت وهب بن منبه يقول: كنت أقول بالقدر حتى قرأت بضعة وسبعين كتابا من كتب الأنبياء, كلها من جعل إلى نفسه شيئا من المشيئة فقد كفر, فتركت قولي.

وقال الجوزجاني: كان وهب كتب كتابا في القدر, ثم حدثت أنه ندم عليه. وقال ابن عيينة عن عمرو بن دينار: دخلت على وهب داره بصنعاء فأطعمني جوزا من جوزه في داره, فقلت له: وددت أنك لم تكن كتبت في القدر, فقال: أنا والله وددت ذلك. ومن أقواله: العلم خليل المؤمن والحلم وزيره والعقل دليله والصبر أمير جنوده والرفق أبوه واللين أخوه.

<<  <   >  >>