وتوفي وهب سنة عشر ومائة, وقيل: سنة ثلاث عشرة أو أربع عشرة أو ست عشرة ومائة.
وهو ثقة عند عامتهم, ولم يضعفه إلا ابن علي الفلاس.
روى له البخاري حديثا واحدا من روايته عن أخيه, عن أبي هريرة: ليس أحدًا أكثر حديثا مني إلا عبد الله بن عمرو بن العاص, فإنه كان يكتب ولا أكتب١.
وبعد فقد أطلنا الكلام عن كعب ووهب عمدًا؛ لرد ما أثير حولهما من شبهة حول الرواية عنهما كذلك.
وكان حقهما أن يذكرا في التابعين، فلا صحبة لهما لكن كعبا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا, وروى عنه كثيرون من الصحابة, واتخذ البعض من ذلك وسيلة للغمز واللمز في حملة الوحي ونقلته الأُوَل.
وأما وهب فتابعي روى عن الصحابة, ولم يذكر أن صحابيا روى عنه.
ومع ذلك آثرنا ذكر ترجمته هنا, وبيان حاله؛ لاقترانه بكعب وابن سلام في الوصمة التي أريد أن يوصم بها الصحابة رضوان الله عليهم, وهي الأخذ عن الإسرائيليات, وتناقلها مما يفضي إلى عدم الاستيثاق بمروياتهم, والطعن في عدالتهم, وهيهات أن تتحقق هذه الأماني الكاذبة, أو أن يصدق على الأيام حلم من يريدون النيل من الإسلام من خلال التطاول على أصله الثاني