في طبقة التابعين، كذلك ذكره ابن حبان فيهم, وقال: إنما أخرجناه في هذه الطبقة؛ لأن له لقيا وحفظا, رأى أنس بن مالك, وإن لم يصح له سماع المسند عن أنس, وقال علي بن المديني: لم يسمع الأعمش من أنس إنما رآه رؤية بمكة يصلي خلف المقام.
أما طريق الأعمش عن أنس, فإنما يرويها عن يزيد الرقاشي عن أنس, ثم قال: "الأمر الثاني": أن الخطيب وإن كان قال في كتاب الكفاية ما حكاه عنه المصنف من أن التابعي من صحب الصحابي, فإنه عد منصور بن المعتمر من التابعين في جزء له جمع فيه رواية الستة من التابعين بعضهم عن بعض, وذلك في الحديث الذي رواه الترمذي والنسائي من رواية منصور بن المعتمر, عن هلال بن يساف, عن ربيع بن خيثم, عن عمرو بن ميمون, عن عبد الرحمن بن أبي ليلى, عن امرأة من الأنصار, عن أبي أيوب مرفوعًا: " {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} ثلث القرآن".
قال الخطيب: منصور بن المعتمر لقي ابن أبي أوفى. قلت: وإنما له رؤية له فقط دون الصحبة والسماع, وقد ذكره مسلم وابن حبان وغيرهما في طبقة أتباع التابعين, ولم أر من عده في طبقة التابعين.
وقال النووي في شرح مسلم: ليس بتابعي, ولكنه من أتباع التابعين, فقد عده الخطيب في التابعين, وإن لم يعرف له صحبة لابن أبي أوفى, فيحمل قوله في الكفاية: من صحب الصحابي. على أن المراد اللقى جمعا بين كلاميه, والله أعلم.
"الأمر الثالث": أن تعقب المصنف كلام الخطيب بقوله: قلت ومطلقه