مخصوص بالتابعي بإحسان فيه نظر من حيث إنه إن أراد بالإحسان أنه لا يرتكب أمرا يخرجه عن الإسلام فهو كذلك، وأهل الحديث وإن أطلقوا أن التابعي من لقي أحدا من الصحابة, فمرادهم مع الإسلام, إلا أن الإحسان أمر زائد على الإيمان والإسلام, كما فسره به النبي صلى الله عليه وسلم في سؤال جبريل له في الحديث المتفق عليه, وإن أراد المصنف بالإحسان الكمال في الإسلام أو العدالة, فلم أر من اشتراط ذلك في حد التابعي, بل من صنف في الطبقات دخل فيهم الثقات وغيرهم, والله أعلم١" انتهى كلام ابن الصلاح وتعقيب العراقي عليه.
والذي ينشرح له الصدر هو التفريق بين ما للصحبة من تأثير وبين ما للنبوة، فالنبي صلى الله عليه وسلم بجاذبيته, وقوة تأثيره وإشراق نور النبوة يمكن أن يتزود منه الصحابي بالشحنة الروحية, ولو من مجرد اللقاء، ويختلف الأمر مع التابعي، فالأوجه اشتراط الصحبة فيه، ومعلوم تفاوت التأثير والتأثر، فالصحابي أسرع استقبالا لفيوضات الخير والقوة المؤثرة فيه أشد، بخلاف التابعي فينبغي مراعاة ذلك.
١ مقدمة ابن الصلاح ومعها التقييد والإيضاح للعراقي ص٣١٧-٣٢٠.