للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الماء إلى جارك فقال الأنصاري: يا رسول الله أن كان ابن عمتك؟ فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم قال: "اسق يا زبير, ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر, ثم أرسل الماء إلى جارك" , فاستوعى النبي صلى الله عليه وسلم للزبير حقه في صريح الحكم حين أحفظه الأنصاري, وكان أشار عليهما صلى الله عليه وسلم بأمر لهما فيه سعة، قال الزبير: فما أحسب هذه الآية إلا نزلت في ذلك {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} الآية"١.

وأشار الحافظ ابن كثير إلى أن البخاري أخرج الحديث في كتاب التفسير والشرب والصلح، وأن الإمام أحمد وافقه على إخراجه, وأن أكثر طرقه فيها إرسال لأن عروة بن الزبير لم يسمع من أبيه.

والراجح أنه سمعه عن عبد الله عن أبيه, وقد رجح البخاري بإخراجه له اتصاله بناء على ترجح سماع عروة من الزبير, وكيفما درا الحديث فهو عن الثقات.

والحديث يحكي نازلة حدثت مع الزبير، وكل من عروة وعبد الله توجد عندهما داعية قوية لحفظه لتعلقه بأبيهما.

وقد استرسلنا مع هذا الحديث لشدة الإعجاب بتحكم الصنعة الحديثية في ابن كثير٢.


١ البخاري في كتاب الأشربة ج٥ ص٤٣١, وأخرجه في كتاب التفسير ج٩ ص٣٢٣ بهامش الفتح.
٢ تفسير ابن كثير ج١، ص٥٢٠-٥٢١ "بتصرف".

<<  <   >  >>